التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

عرفات والسبيل المفقود !

كان عرفات محمد عبد الله نموذجا لذلك المثقف الرائد الذي أجاد لعبة المو از نات، كان غربيا وكان شرقيا، وكان "سلفيا متزمتا" وكان منفتحا. بإختصار كان تلك الشخصية التي تداعت فيها التناقضات لصورة الرائد المرتبك "الجاهل" لسبيله، حتى لو أنه كان مدركا له، حتى لو أنه سطر مقاله الأول في مجلة الفجر سنة 1934 بعنوان "قل هذا سبيلي". لم يكن عرفات يملك إجابات عن مستقبل أو هوية أو أي شيء من هذا القبيل، كان في الواقع يمارس التفكير بصوت عال، ذلك النوع من الجهر الذي يفضح صاحبه. وقد التفت الدكتور حيدر إبراهيم علي إلى أن عرفات "امتلك شجاعة نادرة حين حاول الا يتنافى مع نفسه"، وحين تحدث عن غردون باشا بوصفه "شهيدا"، لأنه في عرفه ببساطة مات مدافعا عن مبادئ يؤمن بها.  يقول حيدر: "رغم الموقف الوطني من غردون فقد حاول عرفات أن ينظر إلى جوانب أخرى في شخصية غردون بطريقة مجردة وموضوعية قد تصطدم الشعور الوطني". تبدو المفارقة هنا في أن عرفات يخرج عن خط الهوية في آخر تجلياته في الفترة المهدوية، فغردون هو عدو المهدي وعدو الإسلام لكن بمنظور عرفات

ما بعد الحداثة .. نسخ الآيات أو نسيها !

في حوار أجرته قناة "الـ بي سي" اللبنانية مع أدونيس، قبل عدة سنوات تحدث عن أشياء كثيرة. وإذا كان الرجل يكرر ما يقول ولكن بطريقة ابتكارية وذكية تكشف كل مرة عن جديد في معطيات الحياة الإنسانية والفكر بشكل عام. إلا أن أهم سمة يتمتع بها أدونيس هي أنه يعمل دائما على قتل الثوابت ليس بهدف نفيها وإنما لأن "الثابت في حد ذاته" متحول، ولأنه قابل لأن يتحرك فيكتسب في كل مرة جمالية وقدرة على النفاذ بحيث يصبح له معنى مختلفا وقدرة على اختراق العقل بطريقة مدهشة. عماد البليك مع أدونيس   ونعرف تماما أن الرجل أسس منذ فترة مبكرة لنظرية "الثابت والمتحول" في الثقافة العربية وهو عنوان كتابه الذي كان في الأصل أطروحة لنيل الدكتوراه . تحدث أدونيس عن مفصليات مهمة في الثقافة الإسلامية، تبدأ من فكرة الله وتنتهي بفكرة "انحطاط العرب" أو بمعنى أدق "انقراضهم" وهو الانقراض الذي يعني به توقف القدرة على التفكير الإبداعي. وما كان أدونيس يتخيل أن العرب "المنقرضون" سوف يثورون ذات يوم، ويخرج منهم جيل جديد كما حدث في مصر وتونس. ولهذا قال في برنام

هل نضب الخيال؟

إشكاليات الذائقة الفنية والتلقي الجمالي عند العرب عماد البليك: منذ أن قدم الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي أطروحته الجمالية حول "الخيال الشعري عند العرب" وخلص إلى أن الأدب العربي لا ينظر إلى المستقبل ولا ينفذ إلى صميم الأشياء وأنه "كلمة ساذجة" فإن الموقف لا يغادر موقعه، فالإشكاليات لاتزال قائمة إلى اليوم، والبحث عن تحرير الخيال لا يزال معطلا، كما أن الذائقة الفنية والجمالية تقاوم معوقات متجذرة يبدو الفكاك منها صعبا رغم الانفتاح الذي أتاحته الوسائط الحديثة للتلقي والمعرفة.  وإذا كانت مائة سنة تكاد تفصلنا، عن أطروحة الشابي، أي ما يقارب القرن، فالسؤال القائم ما السبب الذي عطّل مشروع الإنتاج والتلقي الجمالي عند العرب، ولماذا هم إلى اليوم يتعاملون مع العالم على أنه أقرب إلى المسطحات والثنائيات منه إلى شيء عميق له أبعاد متعددة وأوجه متنوعة، وهذا ينطبق على الممارسة الفنية كما ينجر بدرجة أوضح على استقبال الرسائل الجمالية أو الفنية، سواء أنتجت في محيط عربي أو عالمي. كانت فكرة أبوالقاسم الشابي تقوم على الخلاصة التالية: "قد انتهي بي البحث في الأدب