التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار عماد البليك في مجموعة "يلا نقرأ سودان"

رتب للحوار وأعده وأجراه بشكل رئيسي جعفر عبد الله جعفر

جعفر عبدو: الاسم بالكامل، تاريخ الميلاد، المراحل التعليمية، الإقامة الحالية، الحالة الاجتماعية.
عماد البليك: شكرا الاخ جعفر على الدعوة لهذا الحوار، اسمي عماد الدين عبد الله محمد، البليك هو لقب جدي محمد، درست مراحلي الاولى في بربر بنهر النيل والجامعة بالخرطوم، كلية الهندسية معمار، اقيم حاليا في مسقط بسلطنة عمان، متزوج واب لطفلين مهيد 5 ومهيار 9 زوجتي ام سلمة عبد المنعم ابوسبعة.
جعفر: لماذا اخترت الكتابة والعمل الصحفي رغم دراسة الهندسة؟
عماد البليك: خيار مبكر، رغم انني كنت احب الفنون والرسم وامتحنت مادتها في الثانوية، لم اكره المعمار وما زلت احبه لكن في اطاره النظري، بالنسبة لي نما حب الكتابة وتعلقي بالصحافة معضدا بسنوات الجامعة، حيث كان يومي ينقسم بين المدرج ومكتب الصحيفة، وهكذا وجدت انني صحفي.. ان هذا ما يمكن لي ان انجح فيه. فالحياة لا تحتمل مسارات متعددة. وقد كان للكتابة ان تأخذني وتتكامل مع الصحافة واستفدت من ذلك كثيرا في تجربتي الابداعية.
جعفر: ما هي اول رواية قمت بكتابتها؟
عماد البليك: رواية اسمها الحصاد وانا على اعتاب دخول الثانوية، كان من المفترض ان اذهب للدراسة بمدرسة خور عمر والأسرة قررت غير ذلك، رسمت عالما متخيلا لمدرسة يأتي إليها الطلبة من جميع انحاء البلاد، كان بطلها اسمه فارس، وكانت تجربة جميلة ربما رفدتني إلى اليوم في عشقي لبناء العوالم المتخيلة والافتراضية في الرواية بدلا من تمثيل الواقع المعاش مباشرة.
أشرف أبوبكر: خلف كل ابداع تقبع الف قصة، ماهي القصه التي جعلت من عماد البليك قاصا وروائيا متفردا؟
عماد البليك: العزلة لا شيء آخر.. ولدت بكرا.. والبكر يجد نفسه في مواجهة الذات، ثم امور اخرى يصعب فهمها.. تشبه ما يقول عنه داروين الانتخاب الطبيعي.
أشرف: صقلتك العزلة إذا ونحتتك كروائي يتميز بتلك البصمه المتفردة؟ أم أن العزلة قد منحتك الوقت الكافي لشحذ يراعك والإنكفاء علي قراطيس الإبداع؟
عماد البليك: العزلة ضرورية للابداع. الكاتب والفنان في الاساس هو كائن له نظرة مغايرة للمحيط والمجتمع ومن هنا ينشأ النقد الذي هو جوهر العملية الفنية.
أشرف: العزلة تبدأ بالتلاشي بعد الدخول في معترك الحياة العملية والزوجية وتربية الاطفال، فهل لأطفالك دور في تجديد اللون الكتابي لديك ام لم تتغير نظرتك للمحيط والعالم؟
عماد البليك: طبعا لهم دور. الاسرة قد تكون عنصر نجاح للكاتب وقد يحدث العكس مع البعض. بالنسبة لي كانت افضل معين كانت ملهمة.
جعفر: ماهي أقرب الروايات اليك وما هو السبب عماد البليك؟
عماد البليك: صعب ان احدد. احيانا اتخيل انني لم اكتب بعد الرواية التي يمكن أن احبها ولو حدث ذلك سوف اتوقف عن الكتابة.
جعفر: من هو أكثر كاتب معجب به عماد البليك ويتمني ان يوصل الى مستواه؟
عماد البليك: الكاتب يتأثر ولكن هذا لا يصل لمستوى أنه يتمنى لو كتب تجربة أخرى. شخصيا اعتقد ان كل ذات فريدة لحالها، لهذا فان مسألة اتمنى لو كتبت هذا لن تلائمني.. والسبب يتعلق بانني سوف اكون شخصا مشوها يكتب ما ليس له صلة بهويته.
جعفر: يلقى الأدب الوثائقي في السنوات الأخيرة اهتماماً واسعاً ، سواء في الأوساط الثقافية أو لدى القراء في شتى بلاد العالم . ويتمثل ذلك في الأقبال المتزايد على الرواية الوثائقية أوغير الخيالية ، والمذكرات الشخصية ، وسير حياة المشاهير وبعض الأنواع الأخرى من الكتابة التي تدخل ضمن مفهوم ( نون فيكشن – واقعي أوغير خيالي ) . ويمكن تفسير هذا التحول نحو أدب الحقيقة ، بأن القاريء المعاصر يشعر بالتعب من أوهام الحياة ، ومتعطش للأدب الواقعي . وأن التقنيات الفنية للرواية التقليدية قد استهلكت وابتذلت ، وهي عاجزة عن الوفاء بحاجة التعبير بالقوة المطلوبة والعمق المنشود عن الأحداث الدراماتيكية لعصرنا الراهن ، ولا بد من البحث عن وسائل تعبيرية جديدة لتجسيد الواقع الجديد ، الذي يتغير أمام أنظارنا بوتائر متسارعة ما رأيك في هذا الكلام عماد البليك؟
عماد البليك: مبدئيا لا اختلف مع المضمون. الرواية التقليدية فقدت بريقها واستنفدت تماما. لهذا فان التجديد ينبع سواء من خلال البحث عن اشكال سردية جديدة او تطوير الرواية بخلخلة الزمكان وبناء الشخصية وغيرها من عناصر الرواية. وهناك الان ما يعرف بـتيار "جوع الواقع" الذي يقوم على الكتابة المباشرة لمناظير اليومية في الحياة بحيث ان الواقع اصبح قويا وباهرا. لكن بحذر، فكلمة واقع معقدة ومختالة.
مودة عصام الدين: كتاباتك يغلب عليها الطابع السياسي والكشف عن المستور فما السر في ذلك؟
عماد البليك: عماد البليك ليس اغلب رواياتي سياسية.. هذا ملمحها الشكلي. انا اكتب عن المضمون الانساني. والسياسة هي جزء من الحياة. في الفن والادب تتماهى الحدود الفاصلة بين اشكال ما خارج النص من علوم ومعارف وظنيات.
جعفر: هنالك الكثير من الكتاب تدرس رواياتهم في جامعات عالمية وعلى سبيل المثال تدرس روايتك رحلة البحث عن المعنى في جامعة جزائرية بكلية الآداب وفي قطر تدرس ضمن النثر لطلاب السنة الأولى ماجستير لماذا في السودان لا تدرس مثل هذة الروايات؟
عماد البليك: هو في الواقع كتاب نقدي، كان قد صدر عن وزارة الثقافة في قطر 2008، بالنسبة لي اتفهم ظروف السودان تماما وهو اشكال يتعلق بخلل الاعتراف بالذات وتجارب الاجيال الجديدة، السودانيون يتمسكون بالماضي بدرجة معيبة ولا يستفيدون من تلاقح التجارب الانسانية بطريقة مثمرة.
جعفر: لماذا معظم الكتاب السودانيين فضلوا الهجرة ولماذا هم داخل السودان كالمنسيين وفي الخارج يوصلون الى العالمية هل بسبب الساسة والسياسة في بلادنا السودان أم بسبب القارئ؟
عماد البليك: عماد البليك ظروف الهجرة معلومة بدأت لأسباب اقتصادية وسياسية.. وفي الخارج فان المرء يعيد اكتشاف ذاته وتاريخه الشخصي وبلده. الرؤية تكون مغايرة ونقدية اكثر من وجودك داخل المجال الواقعي، حيث يحدث الالتباس.. هنا يمكن ان يكون التصور اقوى. في السودان ينهمك المرء في الاسئلة اليومية والطابع الحيوي البسيط للحياة، بحيث يكون الابداع عملا مرهقا ومرتبكا لان الفاعلية تتقاصر امام الحضور للمعاش. القارئ ليس مسؤولا عن ذلك. لكن القارئ أيضا داخل البلاد له معاناته مع الكتاب ومع تطوير وعيه القرائي بفعل الظروف نفسها التي تجعله يعيش تشتتا ذهنيا.
جعفر: هل يتقبل الكاتب السوداني النقد ام لا؟
عماد البليك: الحكم النهائي غير صحيح. لان تعريف كاتب سوداني بحد ذاته مربك ومعقد. ومن الاجحاف ان نطلق حكما واحدا. لكن يمكن الحديث عن هوية او ذهنية سودانية تميل بشكل عام لعدم الاعتراف بالنقد، وهذا مرده إلى ضعف نمو الذكاء الاجتماعي والرغبة في بناء الحياة المستقبلية الافضل والاندماج في سياق الحضارة الانسانية.
راني فرح: دماء في الخرطوم، فلسفة ميسرة محيرة وجميلة ومقنعة جدا واتأثرت بيها نوعا وشايف انها مع شوية تحوير ممكن تكون الطريقة الوحيدة لقلب نظام الحكم في السودان!
عماد البليك: انا كتبتها بدافع التفكير في فهم الواقع.. واكتشفت بعدها ان الناس يمكن ان تقرأ بأكثر من شكل وهذه هي غواية النص في قدرته على الاكتشاف المتعدد.
راني فرح: ودا العجبني فيها جداً قدرتها الهائلة على تحفيز التفكير وانها تسوق القارئ لمحطات بعيدة ، وعموما قيمة الكتابة في اظهار اللفظ واخفاء المعنى.
عماد البليك: نعم انا بتقديري ان الرواية هي اطار معرفي في قالب جمالي. الرواية ليست مجرد نقل حرفي للواقع أو حكايات.
مودة عصام الدين: حتما سئلت قبلي مرات كثيرة هذا السؤال.  عماد البليك قبل 10 اعوام وبعد 10اعوام كيف تراه ؟
عماد البليك: الماضي هو وراءنا دائما يلهمنا ولكنه يظل البداية، والتجربة تتطور أكيد. لست أنا نفسه حتى على المستوى الفكري ووعي للعالم. وبعد عشر سنوات - الله أعلم - لكني آمل أن امضي في مشروعي ولدي الكثير مما يجب أن أنجزه.
جعفر: هل ترك عماد البليك هندسة العمارة على المجال العملي أم لا ومن المعروف ايضا هي من المجالات الإبداعية إلا كان من الأولى ان تبدع في مجالك؟
عماد البليك: لا أمارس الهندسة منذ اول ستة أشهر بعد ان انهيت الجامعة.. انا صحفي وكاتب وباحث، وكما قلت لك سابقا يمكن كان لي ان ابدع في الهندسة لكن الحياة ليست الا خيارا واحدا يجب ان تركز فيه.
ودالحاج ميسرة: تحدث قليلا عن رواية الانهار العكرة؟
عماد البليك: هي اول عمل منشور لي وهي اشبه بسيرة ذاتية كتبتها بطابع من الحنين لمسقط رأسي لكنها جاءت اقرب للوحة تصور عبث الوجود.
جعفر: اين وصلت رسام الآلهة؟
عماد البليك: انهيتها قبل روايات عديدة نشرت بعدها. رفضت من عدة دور نشر وهناك موافقة الآن من دار على نشرها لكن لم تكتمل الأمور بعد.
جعفر: هل هي بعد سقوط العقيد معمر القذافي أم قبل سقوطه؟
عماد البليك: هي قبل السقوط منذ عام 2007 إلى 2009.
ودالحاج ميسرة: ما سر سردك لحياة سلطان عمان وذلك الصدي والقبول والنجاح فيها؟
عماد البليك: ليست سيرة، هو كاتب عن الحياة والانسان والمجتمع العماني. السلطنة قبل 1970 لم تكن سوى بلد بسيط سكانه مهاجرون ولم يكن ثمة حتى جواز سفر للمواطن.. وكانت هناك فقط 3 مدارس و10 كيلومترات مسفلتة. انا احببت عمان وكيف نمت وهي بالمناسبة مختلفة عن بلدان الخليج الاخرى ولها عمق افريقي مع زنجبار فهم ابناء عمومة. رأيت انني يمكن أن اكتب عن ذلك وقد كان. كيف استطاع هذا البلد ان ينهض. مع العلم بان عمان البلد الخليجي الذي استطاع فعليا ان يوظف مواطنيه ويؤهلهم بفعل سياسة تؤمن بالانسان. نجحت عمان برغم تضاريسها الوعرة وكونها اقل بلد خليجي من ناحية المورد النفطي في ان تنمو بشكل مثير للانتباه في ظرف وجيز
ودالحاج ميسرة: اتحسر على السودان كثيراً كل ما سمعت عن تطور دولة او مدينة.
عماد البليك: سوف نكون فقط نريد الانتباه والحب المتبادل والعمل ثم العمل.
ودالحاج ميسرة: نعمل من أجل تحقيق الاماني والتطوير هذا السودان.
راني فرح: كاتب او شخصية روائية اتأثرت بيها وممكن يكون لعب دور في مسيرتك؟
عماد البليك: كاتب اجبت على السؤال اعلاه التأثر لا الاعجاب المطلق وهم لا حصر لهم.. من امريكا الجنوبية إلى اليابان. ولكن كشخصية روائية يعجبني دون كيشوت الذي هو اول بطل روائي فعلي.
علي المنا الهدي: في الاونة الاخيرة برزت عديد المجموعات علي الاسفير تسعي للتبشير بالرواية وكتابها ، كذلك تبادل للروايات بصورة كبيرة بين الشباب الي ماذا تعزي ذلك وما هي النتائج المتوقعة لهذه الظاهرة ؟!
عماد البليك: الرواية هي اقدر الفنون اليوم على التعبير عن الواقع وافتراضات الحياة المتعددة وهي تتيح التفكير الصريح مع الذات لهذا فان الشباب يقبل عليها.
محمد عبد المجيد: ما المعينات التى تلزم الكاتب المبتدئ لكيما يمخر عباب الادب.. ويسمو صوب مرافئ نائية ممسكا نواصي المفردة قابضا على صولجاناتها؟
عماد البليك: الرغبة اولا. القراءة ثم القراءة.. التجريب بالكتابة ثم الكتابة. الامر يتطلب تمرينا متواصلا.. ومن ثم اكتشاف العالم بطرق مختلفة تعلم كيف ترى الحياة المختلفة.
إسماعيل مانشستر: ما سر صاحب المخلاة في رواية شاورما ؟ ومن تقصد بالصقر الجارح؟
عماد البليك: ليس من سر هو رمز للمتخفي في حياتنا اليومية. نحن شعوب تقوم على الغيب. اما الصقر الجارح فيرمز للسلطة.
جعفر: شاورما هل هي تتحدث عن واقعنا المعاش الآن في السودان أم هي شئ من الواقع مع كثير من خيال الراوي؟
عماد البليك: انا لا اكتب عن الواقع حرفيا بل احاول ان افهمه من خلال الكتابة.
جعفر: لو طلبوا منك ان تصبح وزيرا للثقافة والاعلام في السودان هل ستوافق أم لا وما هي الاسباب؟
عماد البليك: سؤال صعب. انا اؤمن بان الظروف الحالية صعبة جدا خاصة في ظل الوضع السياسي الراهن لكن في الوقت نفسه ارى انه يمكن ان تفعل شيئا. سأترك الاجابة لحينها فهي مرتبطة بطبيعة النظام والدعوة نفسها والتوقيت وامور أخرى.
جعفر: بما انك تعمل مع قنوات كالعربية والكثير من الجرائد مثل الوطن القطرية ما هو رأيك في الصحافة والاعلام في السودان والوطن العربي عموما هل هو إعلام موجه ويسيطر عليه الساسة والحكومات؟
عماد البليك: موجه نعم. فالاعلام العربي بشكل عام ليس فيه اختراق حقيقي.
محمد عبد المجيد: تأثير المفردة أقوي من حد حسام مهند .. إلى أي حد بإمكان الكتاب وقلمه إحداث التغيير بكل صنوفه وصوره عموما ؟
عماد البليك: الكتابة تلهم لكن لا تغير بشكل جذري.
جعفر: رواية قارسيلا تشابه الواقع المعاش في غربنا الحبيب ومعاناة اخوة لنا هنالك ولكن لماذا لم تأثر هذة الرواية على احد لا حكام لا مجتمع عالمي لا حقوق انسان لانهاء الحرب في هذا الجزء من الوطن الحبيب؟
عماد البليك: قارسيلا لم تكمل عاما منذ صدورها وقد رشحت للبوكر الاخيرة من قبل الناشر مومنت في لندن، ولم تدخل القوائم لاسباب لا اعلمها. وفي المقابل فانها نالت رضا واسعا من كتاب ونقاد في الخارج بل ان واحدا من كبار المترجمين في بريطانيا واستاذة انجليزية ابديا رغبة في ترجمتها وما زال الموضوع حيز المداولة. وفي الادب يحتاج ذلك لوقت ليحدث التأثير.
جعفر: اليست قريبة من مسيح دارفور؟
عماد البليك: الاطار العام هو الحرب في دارفور، لكن المعالجة مختلفة.
محمد عبد المجيد: برأيك هل بالإمكان تكرار تجربتي الطيب صالح وعبد الله الطيب .. وبقية الجهابذة الكتاب في عصور فنت لإثراء المكتبة السودانية بالجديد والمستحدث.. (الجيل الصاعد الجديد)؟
عماد البليك: بل تجاوزها.. لا اؤمن بالسقوف.
جعفر: ماما ميركل تحدثت عن الهجرة الغير الشرعية لأوروبا وموت آلاف المهاجرين إلا الآن يهاجر الشباب بنفس الطريقة والرواية صدرت منذ عامين او اكثر إلا تودي الرواية رسالتها أم لايابه أحد لها وأنهم جميعا في حالة من فقدان الأمل اما الموت في قيعان المحيطات أو الوصول إلى جنة.الارض أوربا بدلا من العيشة في جحيم الاوطان؟
عماد البليك: لا يمكن لرواية ان تغير واقعا. الرواية هي اشبه بجرس وعي. هي تكشف عن عمق الأزمة وتحللها وهذا يكفي. اما التغيير الشامل فهو عمل صعب وكثيف يضطلع به المجتمع الانساني ككل.
جعفر: اين عماد البليك من الشعر الآن؟
عماد البليك: الشعر بالنسبة لي الآن تجربة حياة.. اصبح يدخل في تلافيق كل شيء. كتبته مبكرا لكن زمنه قد ولى.
محمد عبد المجيد: البروباجاندا والاعلام .. هل هي محض أكاذيب بلقاء مفترية.. ام فعلا بدأت تنخر عظام الاعلام لتفقد مصداقيتها شيئا فشيئا؟
عماد البليك: البروباجندا موجودة أكيد، لكنها قاصرة الظل دائما لا تعمر طويلا ففي النهاية فان الفكر السامق يبقى.
جعفر: نشكر الأستاذ والكاتب الروائي والصحفي والناقد السوداني عماد البليك على اتاحة هذة الفرصة وعلى الأجوبة الشافية ونتمني له التقدم والنجاح والتوفيق ولكل مبدعي بلادي في شتى المجالات.
عماد البليك: لك الشكر الاخ جعفر ولاسرة مجموعة يلا نقرأ سودان وكل الذين شاركوا في هذا الحوار، الذي آمل أن يكون قد قدم ما هو مفيد. وفي النهاية ما هي الا اشارات فالمعرفة الانساينة معقدة وكبيرة. وما نحن الا ذراري. لك التقدير.
جعفر: الشكر مره أخرى لأستاذ عماد ولجميع اعضاء وادمن مجموعة يلا نقرأ سودان وأن شاء الله يجي يوم يكون فيهو السودان كلو قارئ ولا توجد فيهو امية، وشكر خاص للحبيب راني فرح.
محمد عبد المجيد: شكرا متميزا عاطر الكاتب والروائي عماد البليك.. دمت ودام قلمك ممتشقا يمزق برقع الظلم البهيم ..

عماد البليك: شكرا الاخ محمد.. لك المودة والاحترام.

تعليقات

‏قال Robert
مرحباً بالجميع ، اسمي جورج لورانس. لم أؤمن أبداً بهذا التعويذ حتى التقيت بالساحرة اسمها الدكتورة باربرا ، التي ساعدتني في إلقاء تعويذة من شأنها أن تعيد عشيقي السابق الذي تركني لمدة عامين قبل زواجنا ، ونوباتها تعمل خارج مخيلتي واليوم أنا متزوج بسعادة ولدي طفلين وأنا وعشيقتي السابقة الآن زوج وزوجة سعيدان أكثر من أي وقت مضى ، ماذا يمكنني أن أقول لأقول شكرا لك DR باربرا؟ إذا كان لديك أي مشاكل ، اتصل به اليوم وحياته لن تكون هي نفسها. يمكنك الاتصال به عبر EMAIL: barbaravoodootempel@gmail.com
أو WhatsApp +2347032152878 بالنسبة للمشكلة التالية
(1) ج. أنت تريد استرداد حبيبتك السابقة
2 إذا كان لديك دائما أحلام سيئة.
(3) تريد ترقيتك في مكتبك.
4 تريد أن يركض النساء / الرجال خلفك.
5 إذا كنت تريد طفلاً.
6 تريد أن تكون غنيا.
7 قم بتكريس زوجك / زوجتك ليكون لك إلى الأبد.
8 إذا كنت بحاجة إلى مساعدة مالية.
9 العناية العشبية
10) مساعدة في إخراج الناس من السجن
[11] نوبات الزواج
(12) hetizos معجزة
[13] نوبات اليانصيب
(14) النبي الساحرة
15 نوبات الجذب
16 القضاء على تعاويذ المرض
(17) نداءات الفائز من الاختيار
18 النجاح في حلقات العرض
19 سحر لمعرفة من يحبك.
(20) الإملاء المتوازي
21 القضاء على نوبات مرض فيروس نقص المناعة البشرية
اتصل اليوم:
barbaravoodootempel@gmail.com
أو whatsApp +2347032152878

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فصول من رواية "دماء في الخرطوم" الصادرة عن دار الفارابي

واحد   داخل المكتب المؤثث على طريقة عصرية، بديكور داخلي راقٍ، رنّ الهاتف النقال على الطاولة الخشبية لأكثر من مرة قبل أن يضغط عبد الحفيظ على الزِر ليردّ على المتحدث من الطرف الآخر.. لقد جرت العادة ألا يستقبل أي مكالمة من رقم مجهول بالنسبة له، لكن إصرار المتصل على تكرار المحاولة للدرجة التي استفزّت المجموعة الجالسة حول طاولة الاجتماع، جعلت عبد الحفيظ يردُّ أخيراً: - عفواً.. من يتحدث معي؟ قالها هكذا، دون أن يردَّ تحية المتصل. - معك اللواء طه عبد الرحمن مدير عام الشرطة. قبل أن يكمل، كان عبد الحفيظ قد نهض من على الكرسي الدوّار، وبحركة لا شعورية جرّ الكارفته تدريجياً إلى أسفل، قائلاً: - نعم سيدي.. تفضل، ما الأمر؟ ليس من عادة عبد الحفيظ أن يطيل المكالمات، لقد تعلم هذه العادة من سنوات عمله بالولايات المتحدة أثناء تدرّبه في إحدى الشركات هناك، بعد أن أكمل دراسته في الهندسة المدنية، قبل أن يعود إلى الخرطوم قبل شهر من الآن، لينشِئ شركة للمقاولات بإمكانيات مادية كبيرة. بدا له أن الضابط مرتبك وغير قادر على الإفصاح، ولثوانٍ ظلّ صامتاً، فيما كانت المجموعة الأجنبية الجالسة ح...

هل نضب الخيال؟

إشكاليات الذائقة الفنية والتلقي الجمالي عند العرب عماد البليك: منذ أن قدم الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي أطروحته الجمالية حول "الخيال الشعري عند العرب" وخلص إلى أن الأدب العربي لا ينظر إلى المستقبل ولا ينفذ إلى صميم الأشياء وأنه "كلمة ساذجة" فإن الموقف لا يغادر موقعه، فالإشكاليات لاتزال قائمة إلى اليوم، والبحث عن تحرير الخيال لا يزال معطلا، كما أن الذائقة الفنية والجمالية تقاوم معوقات متجذرة يبدو الفكاك منها صعبا رغم الانفتاح الذي أتاحته الوسائط الحديثة للتلقي والمعرفة.  وإذا كانت مائة سنة تكاد تفصلنا، عن أطروحة الشابي، أي ما يقارب القرن، فالسؤال القائم ما السبب الذي عطّل مشروع الإنتاج والتلقي الجمالي عند العرب، ولماذا هم إلى اليوم يتعاملون مع العالم على أنه أقرب إلى المسطحات والثنائيات منه إلى شيء عميق له أبعاد متعددة وأوجه متنوعة، وهذا ينطبق على الممارسة الفنية كما ينجر بدرجة أوضح على استقبال الرسائل الجمالية أو الفنية، سواء أنتجت في محيط عربي أو عالمي. كانت فكرة أبوالقاسم الشابي تقوم على الخلاصة التالية: "قد انتهي بي البحث في الأدب...

راما رواية البليك تغوص في أسرار الخلود وتتجاوز قواعد السرد

  في طفولتها البعيدة وهي تلعب بين مزارع الفول والفاصوليا وتسبح أحياناً مع البنات في النهر ساعة الفيضان، لم تكن خالدة تتخيل شكل مستقبلها، توفى معظم من تعرفهم ويعرفونها، كانت تحب فصل الشتاء لأنه يسمح لها بالاختباء تحت غطاء اللحاف، لتحلم، كانت طفولتها وشبابها مليئة بالفوضى فهي بنت الجزار الذي في لمحة بصر ومحض الصدفة تحول ضمن الحرس لشخصي لوزير مهم، هي بنت المرأة الطيبة القادمة من رحم الرق والبؤس، جد كان شحاذاً وتفاصيل مربكة استمرت إلى أن وجدت راجا الهندي الطيب تاجر المجوهرات، تكتمل الفرحة بميلاد الطفلة راما، الاسم المقتبس من الخلود بقداسته وأسراره. حياتها الجديدة لم تنسها ماضيها حكايات الخالة الصحفية المناضلة عوضية، والعم الذي مات بمرض لم يمهله كثيراً وسفيان، الأخ المولع بالفن والغناء، كثيراً ما يسير الماضي كشريط سينمائي بمونتاج محكم متداخل الأزمنة. كثيراً ما كانت تشعر بوخزة في صدرها وأن هنالك ما هو مؤلم في مقتبل الأيام، يموت الأب في حادثة مفجعة وهي طالبة جامعية، بكته رغم أنه لم يعد ذلك الأب الطيب الذي كسر الأعراف والتقاليد وانتصر للحب منذ أصبح من الحاشية ومرافقاً للوزير في كل أسفاره....