التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"دناءة التحدث باسم الآخرين" !


هذه  تأملات في آليات الاشتغال السوداني في دولايب السلطة والاخلاق ..
إشارة : هذا العنوان مستوحى "نصا" من محاورة اثنين من الفلاسفة الفرنسيين : ميشيل فوكو، وجيل دولوز
يقول دولوز" اذا توصل الأطفال الصغار إلى توصيل وتبليغ مطالبهم أو اسماع احتجاجاتهم في الحضانات بل وحتى اسئلتهم فإن ذلك يكفي لإحداث انفجار في كل مننظومة التعليم.. من هنا فإن النظام الذي نعيش فيه لا يستطيع أن يحتمل اي شيء ومن هنا هشاشته الجذرية، في كل نقطة ومستوى ، وفي الوقت نفسه يوضح ويبين قمعه الشامل . في نظري ، لقد كنت من علمنا شيئا أساسيا في كتبك - يخاطب دولوز فوكو - وفي مجال الممارسة السياسية أنه: دنائة التحدث من أجل الآخرين.. إننا نسخر من التمثيل ، إننا نقول : إن التمثيل قد انتهى..."
***
دموع وطن جريح

المثقف.. المثقف.. المثقف.. كلمة كثيرا ما نسمعها.. تختلف مدلولاتها ومعانيها من شخص لآخر.. ولا ارغب هنا في وعيها بحسب المعاجم والقواميس أو فذلكلات "الثقافة" .. فلردح من الوقت ظللت مخدوعا بهذه الفكرة الضليلة.. ومع الزمن كنت اكتشف ان الخدعة التي تتلبس المثقف هي سلطة في حد ذاتها تجرفه نحو التيه الذاتي وتجعله يمارس دور الحاكم والسجان.
من هو المثقف؟ ربما كانت له صور ذهنية لدى كل منا.. ربما هو رجل يمتطي كتابا بكفه، أو يحمل حقيبة ويلبس الجينز.. أو يجلس في مقهى ابوجنزير سابقا.. ويشرب الشاي أو القهوة باسم اصدقائه.. او هو ذلك الذي يبتكر المجازات المرسلة على كل شيء باسم الحرية وأحيانا باسم العزلة.. أو هو اخيرا وليس آخرا ذلك الذي يهاجس "الكي بورد" من بلاد بعيدة باسم النضال لأجل الوطن وقمع النظام الذي هو جزء من تركيبه "أدرك ذلك أم لا".
***
السؤال بنظري لا يتعلق بالحكومة كعبة أم سمحة؟
يتعلق بسياق الحياة السودانية.. ينسب للطيب صالح قوله - ولم اتحقق من صحة ذلك - والقول بعد ان زار السودان وصافحه النظام ".. البشير افضل من يحكم السودان"..
الطيب صالح رجل ذكي.. وقد قال قولته وهي تفهم على وجهين..
الفهم الاول انها مدح وهو ما فهمه النظام فسرّ به..
والفهم الثاني هو قدح.. وهو ليس قدحا في النظام ولا البشير، إنما أو بل .. في مجمل مشروع الدولة السودانية الحديثة..
كان الطيب صالح من الباحثين "الكبار" عن العلاقة الجدلية بين المدنية والسلطة في السودان ويتجلى ذلك قبل مقاربات في داخل النصوص من خلال عنوان رواية "بندرشاه".. أي المدينة والسلطة "الشاه كرمز للتسلط والسلطان".. 
ولو نتذكر ان مريود في الرواية وجده كانا يمثلان الماضي والمستقبل.. وكانا كأنما وجه ينعكس في المرآة..
هذا هو السودان كما راه الطيب صالح..
لكن الطيب نفسه كانت له إلفته الأخرى التي دعمت سطوة النظام.. النظام بوصفه الحالة السودانية الراهنة منذ مطلع الدولة التي رسمها كتشنر في 1898..
وتلك قصة اخرى باستعارة الطيب نفسه في مقدمة رواية "موسم الهجرة"..
***
لسنوات ظللت استمتع بقراءة قصيدة الصادق الرضي "غناء الغزلة ضد العزلة" والتي غناها مصطفى سيد أحمد ، والتي كتبها الصادق كسفر ضد توابيت النظام، بغض النظر عن تاريخ كتابتها.. قبل يونيو 89 أو بعده بقليل.. فالتاريخ مرتبك حتى لدى الرضي نفسه.. فأحيانا باسم "الانتصار للعزلة" تنتهك التواريخ ويكون جديرا بالزمن ان يعزل.
تلك القصيدة التي احتفت بها مجلة "كتابات سودانية" مطلع التسعينات ونشرتها، المجلة التي كان يصدرها مركز الدراسات السودانية من مقره بالقاهرة، لصاحبه الدكتور حيدر ابراهيم.. وقتها كان ابراهيم يقارع النظام باسم "الثقافة" في المقالات والكتب.. ومنذ ذلك الوقت كان حيدر والرضي وغيرهم .. وهنا هم نماذج وليس حصرا.. يفردون لبسط سطوة النظام.. لا بوصفه النظام المتمثل في مدرسة الترابي التي تحكم إلى اليوم.. ولكن النظام بوصفه السلطة السودانية المركزية.. والمركزية هنا لا تعني العروبة ولا الإسلام ولا العرق "النقي" بمجازات "الغباء" وإنما تعني ببساطة.. الرغبة في تمديد الحياة السودانية وفردها على نموذج واحد يتعاضد الكل على دعمه وتوطيد سطوته.. نموذج الأب القاهر.. والأم المقهورة.. نموذج الهوية التي لا يمكن تحديدها..
لقد ارهقونا لعقود طويلة باسم "البحث عنها" حتى ظن المرء أنه لا هوية لهذا البلد.. وكانت مدارس الغابة والصحراء في الشعر وقبلها مدرسة الخرطوم في الفن التشكيلي ومن قبل مجلة الفجر لعرفات محمد عبدالله.. كانت جميعها صورة لتكريس خط أحادي واحد يخدم عقلية بسط النظام.. الألفة السودانية المضللة.. السودان بوصفه "جمال أفريقيا".. وبوصفه "الامة التي وثبت تنشد مستقبلها" كما صرخ بها محمد محمد علي سنة 1945 من الأبيض..
    "من هوى السودان من آماله.. من كفاح ناره أشعلها
    أيها الحادي انطلق واصعد بنا.. وتخير في الذرى اطولها".
كانت هذه الصرخة "المتسلطة" المتحدثة باسم الآخرين هي جزء من بدايات وليس مبتدأ الانهيار في مناظيم العلاقة بين المثقف والمجتمع.. بين الناس والحقيقة.. أي حقيقة الذوات في ان تكون.. الذوات السودانية..
***
يمكن تعريف النظام على انه وصول مجموع الذوات الكلية إلى اتفاق "شبه جمعي" على تصوير الواقع بوصفه "مثالا".. فالذي في السلطة يرى المثال في "أخلاقه" والذي خارجها يرى أيضا المثال في "أخلاقه".. وبمعنى أوضح.. يحدث تصوير جمعي للحقيقة كما لو انها "الاخلاق".. وما تحتمله من سياقات كالعدل ، محاربة الظلم، الحريات، الخ..
المبدأ واحد حتى لو حاول البعض تصوير الاختلاف..
عندما جاء الاسلاميون إلى السلطة جاءوا باسم "العدل" حتى لو لم يتحقق ذلك.. بنظر "مضاد النظام- بوصفه سلطة- بالمعنى المباشر"..
وعندما يحارب "النظام خارج النظام - معارضة - مثقف رافض".. فإنه يحارب أيضا باسم "العدل"..
والمشكلة لا تتعلق بـ "المفردات" ولا بـ "المفاهيم" لأنها واحدة في عرف طرفين يبدوان متضادين.. في حين انهما يعملان للهدف نفسه.. سياق "غياب الهوية.. تأكيد وجود مشكل.. "..
لحظة ما قبل يونيو 89 شهدت حراكا في المؤسسة العسكرية باسم "التغيير".. حراك مدفوع باسم المدنية وباسم العسكر ليس مهما التفرقة.. لانه كان حراكا يحاول "إجهاض الديمقراطية".. الديمقراطية المشكوك فيها..
كانت ثمة "مثال".. ألفة.. تقول بنفي "المثال"
وكانت اللحظة التاريخية.. تعني الرغبة في البديل..
وكانت النتائج المقدمة للوقائع تفيد بان البديل هو النظام نفسه.. نفس الألفة و"الدناءة" والحديث باسم الآخرين.. فالكل "مثقف".. الكل لا سقف له..
***
مفاهيم كالنخبة ، المثقف، السادة، مشائخ الطرق الصوفية، قادة الأحزاب، هي سياقات واحدة لمحور واحد يصب في المركزية السودانية.. في "تابو" الحديث باسم الآخرين.. فقد تحول إلى "تابو" بتحريم من قبل "المتعالين" ممثلين في الفئات المذكورة والقابلة للتوسيع والتوسع..
وكان للاستعمار أو دولة كتشنر دورها في انجاز هذا التمركز عبر ابتداع صورة الـ"المتحدث المتعالي" .. فالرغبة في ربط البلاد بخط سكة حديد لم يكن سياقا وحدويا او اقتصاديا وانما رغبة في تحديد المجتمع السوداني باسم "الصوت الواحد"..
الصفارة التي تسمع في وقت محدد..
القضبان التي لا يخرج عنها القطار..
المحطات ذات المباني الجرانتية المتشابهة من قطاطيها إلى لافتاتها المتكسلة..
كان تجميع الزراع في مشروع واحد اسمه "الجزيرة" باسم المركزية.. قتل أساليب الإنتاج التقليدية..
كان احتواء المتصوفة في "هلامات السياسة"..
كان نقل "أولاد الريف والهامش" إلى المدن باسم العلم والمعرفة..
وهذا النموذج هو "نموذج عالمثالثي" افرزه "الاستغراب الاستعماري".. كانت له تأسيساته المعرفية في اطروحات منظريه.. (راجع كتاب الاستشراق - ادورد سعيد)..
الاستعمار ابتكر سياق "المثال".. الوحدة.. الألفة.. الساعة التي تدق مرة واحدة ويسمعها الجميع.. ساعة أمدرمان.. نموذج جامعة الخرطوم ذات النخبوية.. لم يسع الاستعمار لإنشاء جامعات موازية كما يفعل في بلاده..
المشكلة ليست هنا.. فالانقاذ جاءت لشرخ النموذج الاستعماري.. فككت السكة حديد ونوعت الجامعات.. وحاولت استئصال مشروع الجزيرة.. لكنها كانت تمارس نظام الألفة نفسه.. لان المشكلة ليست في الخطاب المتمظهر "المجسدات" وانما في "رؤية الاخلاق" ، فالاستعمار كان يآلف بين الاثنين "الاخلاق كما يراها والمجسدات" في حين ان "الانقاذ" لم تقدر على نسج تلك المسامحة بين الاثنين.. فحدث الانشطار..
***
في كتاب طبقات ودضيف الله الذي تكرس كمرجعية للسودان السناري.. او سياق المركزية السودانية.. او كرس للمركزية بالإصرار عليه.. لا نرى غير علماء دين؟ لا نرى غير متصوفة؟ لا نرى غير مجتمع سياقه "ٍسلطوي" متآلف".. نسيج يقوم على تمجيد الذات "المتعالية".. وحيث تتآلف السلطة بوصفها سلطانا سناريا وشيخا متصوفا .. وحيث كان المشائخ يعضدون سلطتهم بـ "الغيب والمتخيلات" ويحللون ما حرم الله بـ "عبقرية المثال" الذي يجمع الناس حوله.. ويرون فيه خلاصهم.. ومن جانب آخر كان ملوك سنار.. يفهمون طبيعة المعادلة ويسكتون عليها.. ما دامت النمط يخدم مقولتهم "الأخلاقية"..
ليس مهما ان نعرف "الاخلاق" ولكن المهم ان ندرك الطبيعة التي تعمل بها وتؤثر بها في المجتمعات.. وفي الزمن السناري.. كانت الاخلاق تقوم على "تمجيد الغريب".. الغريب بوصفه مجسدا وروحا وشاخصا.. (راجع قصة ضو البيت للطيب صالح.. وكيف استطاع الغريب ان يمد سطوته وينتصر لأحفاده)..
تاريخ السودان قام على هذه النقطة.. المكتنزة بالدلالات والمجازات.. غريب يأتي للنصر وللفتح وللانتصار .. يأتي للتخليص .. ومن ثم تكون الكارثة.. وفي النهاية يتحقق الانتصار للذات الأولية.. لكنها تكتشف بعد وقت انها تعمل بالتراث نفسه الذي صاغه الغريب.. اي تعمل بنفس آليات "الغريب"..
حدث ذلك في الممالك المروية القديمة بانفكاك التبعية الدينية أو "انتزاع الألوهية" من المركزية المصرية وفي النهاية كانت الممالك نفسها تمارس النمط الفرعوني في وعي الأخلاق وفي مناظيم الحكم والحياة..
وحدث ذلك في التركية فالمهدية جاءت كـ "ثورة" مندفعة ضد "المثال التركي" وفي النهاية أفرزت نفس القيم والمفاهيم "التركية" في "الأخلاق"..
وكانت المهدية هي أيضا "غريبا" داخل المجتمع السوداني نفسه فحازت على القبول في "الابيض" ومنها انطلقت.. وهي اصلا فكرة الغرب الافريقي الذي عادت للتمركز في الشمال السوداني والاوسط..
آليات الاشتغال السوداني في دولايب السلطة والاخلاق هي آليات "غير محددة ذاتيا" متقلبة مع المتحركات الوافدة.. هذا طبيعي وفي اي مجتمع .. لكن الإشكال يقع ساعة تكون "الآلية الجديدة" هي استنساخ للقديم نفسه..
هذه الأفكار غير مكتملة.. وهي جزء من مشروع كبير وطويل للتأملات في سياق حياتنا السوادنية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

راما رواية البليك تغوص في أسرار الخلود وتتجاوز قواعد السرد

  في طفولتها البعيدة وهي تلعب بين مزارع الفول والفاصوليا وتسبح أحياناً مع البنات في النهر ساعة الفيضان، لم تكن خالدة تتخيل شكل مستقبلها، توفى معظم من تعرفهم ويعرفونها، كانت تحب فصل الشتاء لأنه يسمح لها بالاختباء تحت غطاء اللحاف، لتحلم، كانت طفولتها وشبابها مليئة بالفوضى فهي بنت الجزار الذي في لمحة بصر ومحض الصدفة تحول ضمن الحرس لشخصي لوزير مهم، هي بنت المرأة الطيبة القادمة من رحم الرق والبؤس، جد كان شحاذاً وتفاصيل مربكة استمرت إلى أن وجدت راجا الهندي الطيب تاجر المجوهرات، تكتمل الفرحة بميلاد الطفلة راما، الاسم المقتبس من الخلود بقداسته وأسراره. حياتها الجديدة لم تنسها ماضيها حكايات الخالة الصحفية المناضلة عوضية، والعم الذي مات بمرض لم يمهله كثيراً وسفيان، الأخ المولع بالفن والغناء، كثيراً ما يسير الماضي كشريط سينمائي بمونتاج محكم متداخل الأزمنة. كثيراً ما كانت تشعر بوخزة في صدرها وأن هنالك ما هو مؤلم في مقتبل الأيام، يموت الأب في حادثة مفجعة وهي طالبة جامعية، بكته رغم أنه لم يعد ذلك الأب الطيب الذي كسر الأعراف والتقاليد وانتصر للحب منذ أصبح من الحاشية ومرافقاً للوزير في كل أسفاره. تش

المناورة والطريق الأفضل.. إلى حمدوك مرة أخرى

لقد أهتم العلماء في فترة التنوير الأوروبي بالطبيعة، والأحياء، كيف تشكلت في الماضي. في سبيل السيطرة على المستقبل، لأن أدراك نسق التشكيل في التاريخ، يقود إلى التحكم في القادم.   قبل أن يأتي داروين الذي كسب شهرة كبيرة بنظرية التطور، جرب آخرون أغفلهم التاريخ هذا النمط من التفكير، ومنهم جان باتيست لامارك، الذي يعتبر أول من استخدم مصطلح البيولوجيا بالمعنى الحديث. وكان تقريبا أول من صاغ نظرية شبه متكاملة في التطور الإحيائي. استهل بذكر لاما رك، للاستشهاد بمقولته: "هل نتحرك أفضل حين تتقطع بنا السبل ولا نجد مخرجا.. عندما يتغير كل شيء؟" الفكرة تقوم على أن الكائنات في محيطها الطبيعي، دائما ما تلجأ إلى الحل في ساعات الاستعصاء القصوى، عندما يتبدل كل شيء تماما. تصل ما يمكن الاصطلاح عليه بلحظة "التلاشي". هنا تناور بطريقة جديدة. تستخدم كافة السبل الممكنة التي لم تخطر من قبل، وتستطيع أن تحدث انقلابا في الطبيعة نفسها لصالحها. هذا الأمر ينطبق ليس على الحيوانات والأحياء في فطرتها. بل على المجتمعات، ففن المناورة في "المساحات الصغيرة" أو "الفرص المعتمة" يقود إل

عن رواية الامام الغجري للكاتب عماد البليك، بقلم: فخر الدين حسب الله

في روايته "الإمام الغجري" التى يمكن وصفها بالرواية الواقعية، حيث تتحرك في جغرافيا وتاريخ محددين (السودان، 1821_الى الان)، يسرد البليك في متعة متناهيه تفاصيل الكثير من الأحداث التاريخية في السودان الحديث في رحلة البحث عن سر الغموض الذي يلف غياب أحد الرموز الدينية، الطائفية، السياسية.. واسمه الإمام سفيان النصري (الغجري). تبدأ أحداث الرواية عن صحفي سودانى، يحاول أن يكشف القناع والأسرار حول غياب الامام الغجري قبل عدة عقود، ليجد نفسه أم ام ملف شائك، شديد التعقيد . الصحفي بعد أن أمسك ببعض الخيوط وقبل أن تكتمل، اغتيل قبل أن ينشر ما لديه، اصابع الاتهام تتجه الى السلطة الحاكمة، فالنظام يقبض علي حرية النشر، ويضيق على الحريات، ويمنع الحديث حول غياب الإمام. وللنظام سوابق في الاغتيالات والتعذيب، فقد اغتيل صحفيون من قبل. يلجأ آخرون ينتمون إلى مؤسسات الدولة الحديثه الي عملية تحضير الأرواح لمعرفة ماذا كان يريد أن يقول الصحفي.. تسير الرواية بأقوال روح الصحفي.. لتحكى الروح حقيقة ما جري مضافا إليها خواطره وآرائه . تكشف الرواية عن الحبل السري بين السياسي ورجل الدين وانع